top of page

كلمة رئيس حزب الأقباط الأحرار إلى الرئيس والشعب

جمهورية مصر لعربية

 

رئاسة الجمهورية

 

 

 

 

السيد الرئيس : عبد الفتاح السيسى                           رئيس جمهورية مصر العربية                                   المنتخب بإرادة شعبية

 

شعب مصر العظيم                        

 

إنها لحظات تاريخية لا يملك أمامها التاريخ إلا أن ينحنى ويدرك أنه مهما كتب وسطر فإنه ليس إلا تلميذاً متواضعاً منح شرف رصد وتدوين ونقل اللحظات العظيمة فى تاريخ البشرية وأنه ما زال يتعلم يوماً بعد يوم فقد بزغ فجر الصباح ومع بزوغه سيتغير التاريخ إلى غير رجعة كله تاريخ مصر تاريخ بلادنا الحبيبة العظيمة ولا أغالى ولا أبالغ إن قلت تاريخ العالم أجمع سيتغير هذا لأن مصر على مر الزمان هى محور المنطقة لذلك فإن الغد سيتغير تاريخ المصريين جميعاً وتاريخ مصر فإما عادت مصر إلى المصريين مصر الجديدة التى أرادوها دائماً وخططوا لها وإما ضاعت مصر وهذه المرة إلى الأبد إلا من إعجاز ثانٍ يعيدها وما نحن فيه الآن لهو بالفعل إعجاز

 

الفرصة لا تأتى إلا مرة واحدة ومن باب الرحمة مرتين ونحن منحنا الفرصة ثلاثاً

 

مرة أن قامت ثورة 25 يناير وأسقط النظام القديم

 

ومرة أن قامت ثورة 30 يونيو وأزيل الإخوان وسن الدستور الحقيقى

 

وهذه المرة أن يختار المصريون بإرادتهم بأنفسهم رئيسهم

 

إنه صباح غير كل صباح جاء ومر وعبر على المصريين وشمس غير كل شمس مختلفة تماماً عن كل شمس أشرقت وأضاءت فى أى صباح قبل ذلك باهتة خافتة يغطيها ظلام الظلم

 

اليوم يصنع المصريون قدرهم ويسطرون تاريخهم

 

إلى كل أب فقد إبناً هو كل الرجاء من الدنيا وهو كل السند أو إبنة هى قرة العين وبهجة الروح ولب القلب

إلى كل أم فقدت إبناً أو إبنة كانا هما نور العين وبهجة النفس

إلى كل إبن فقد أباً أو أماً هما كل الحنان والرعاية الحضن الدافئ والقدوة

إلى كل إبنة فقدت أباً أو أماً هما كل الحماية والأمان وقت الخطر

إلى كل أخ فقد أخاً أو أختاً

إلى كل أخت فقدت أخاً أو أختاً

إلى كل صديق فقد صديقاً مخلصاً

لا تهدروا دم أحبائكم

لا تضيعوا الفرصة التى لطالما حلمتم بها وتمنيتموها

 

لا تضيعوا الفرصة التى ضحى أبائكم وأبناءكم وبناتكم ونساءكم بدمائهم الغالية من أجل أن يجعلوكم تعيشونها وتحصلون عليها فى حين لن يعيشوا هم ويروها ويتمتعون بها

 

لا تهدروا دماءهم

 

لا تهدروا دماء شهدائنا

 

هذا هو القصاص الحقيقى

 

لا أحكام محاكم

 

لا مطالبات إدعاء

 

لا مرافعات محامين

 

لا قضاء قضاة

 

 

كل هذا تحصيل حاصل ونتاج عمل غير مشروع إجرامى

 

وإنما القصاص الحقيقى هو الممتد إلى أمام المستمر الطويل الأمد على المدى الطويل إنه القصاص بالخروج بمصر من أزمتها هذه ومحنتها الحالية والنجاح فى العودة بها مرة أخرى والرجوع بها بعد طول غياب لتعود مصر من جديد إلى أهلها وشعبها 

 

إن حزب الأقباط الأحرار وهو حزب سياسى ليبرالى حر تم تشكيله من المصريين من أبناء الوطن الواحد بشقيه مسلميه ومسيحييه من عموم أبناء الوطن الواحد الذين يؤمنون بالوطنية الحقة تدفعهم روح الإنتماء وتجرى فى عروقهم دماء مصر الواحدة لا تمييز ولا تفريق ، هو حزب مفتوح لكل المصريين ويعمل بالوسائل السلمية لتحقيق أهدافه وبرنامجه الذى بنى أصل ما بنى لخدمة المواطن وكرامته ، حزب بنى وشكل من أشخاص هم من بين الناس يدفعهم ضميرهم الوطنى المخلص إلى خدمة مواطنيهم ووطنهم دون أدنى تطلع إلى الوصول إلى السلطة أو مكاسب شخصية وليس لديهم أى أهداف داخلية شخصية إلا خدمة هذا الوطن بإخلاص وضمير

لطالما كان يؤمن ويؤمن وسيظل بضرورة تغيير هذا تغييراً جذرياً وإعادة بناء هذا الوطن من جذوره

 

...

إن حزب الأقباط الأحرار وهو الحزب الذى بنى أساساً ليخدم قضايا المصريين وكل فردٍ من أفراد هذا الوطن العظيم وكل إبنٍ حقيقى من أبناء هذا البلد وليكون رهن إشارة مصرى ومصرية مهما كان مركزه أو موقعه أو مستواه أو ديانته أو فكره أو ثقافته أو معتقده أو إتجاهه السياسى فى مناجاتهم له وقت الظلم والغبن والمخاطر ليرفع عالياً أصواتهم ويصل بها إلى أعلى المستويات وإلى المسئولين ومتخذى القرارات ويتبنى كافة قضاياهم أياً كانت شرط مصداقيتها ومشروعيتها وعدالتها ليتحدث بالنيابة عنهم ويخاطب الرأى العام والضمير عنهم ليصل بهم إلى حقوقهم ويساعدهم على إستردادها وإستعادتها على أكمل وجه ممكن

ولأجل هذا ولأننا من أبناء الشعب ومن بين الناس نتألم آلامهم وصوتهم الصارخ ولسانهم الذى يتكلم عنهم ونطالب بمطالبهم فإن أهم وأول مطلب لهذه الجماهير يؤمنهم ويحل أغلب مشاكلهم ويعيد الأمان إلى البلاد وإلى الوطن وإلى بيوتهم ويحل كل هذه المشاكل المتولدة عنه نادينا وطالبنا به إننا نريد ونطالب بإسم كل مصرى ومصرية وبلسان كل مصرى ومصرية وكيان كل مصرى ومصرية ونيابة عن كل مصرى ومصرية وبتوكيل من كل مصرى ومصرية وبتكليف من كل مصرى ومصرية

لطالما نادينا وطالبنا وكنا نطالب

نريد دستوراً حقيقياً ، دستوراً وطنياً ، نريد دستوراً وطنياً حقيقياً ، يحمى مصالح المواطن قبل كل شئ كما يحمى مصالح البلاد ، دستور وضع من أجل الشعب والوطن دستور وطنى حقيقى قوى

 

لقد كنا أول من طالب وذلك اليوم الثالث بعد تنحى الرئيس السابق بوضع وبناء دستور وطنى مصرى حقيقى بنى أساساً لصالح المواطن وليس لصالح الحاكم ولرعاية مصالح المواطنين وليس الحكومة بما ينظم العلاقة بين الحاكم وشعبه موفقاً فى ذلك بين السلطة والحرية وواضعاً أيضاً جزاءاتِ صارمة صريحة واضحة على الحاكم كما على المحكوم حماية لحقوق الشعب ضد فساد أو طغيان الحاكم وفساد الحكومة أو أحد أفرادها أو من يتبعها ويضع قيوداً صارمة جبرية ضد محاولات إستغلال النفوذ لتحقيق مصالح شخصية أو لحماية الحاكم أو من يتبعه أو حكومته ، دستور يعهد به إلى شخص مصرى وطنى حقيقى أو مجموعة من الأشخاص الخبراء فى القانون والفقهاء يشارك الشعب بجميع أفراده ومختلف فئاته وإنتماءاته وطوائفه ومعتقداته وإتجاهاته ومستوياته وثقافاته فى الإستفتاء عليه والمشاركة فى وضعه من مبدأ الإستفتاء الدستورى مجسداً فى ذلك أولى لبنات الديمقراطية والحرية وسيادة الشعب على أرضه وذاته ، دستور بنى أساساً على العدالة والمساواة وخدمة المواطن تجاه الحاكم والطبقة الحاكمة ضماناً لحقوق الشعب ، دستور لا يضع مجالاً لأى تلاعبات ولا يفتح ثغرات للإخفاقات السياسية للحاكم أو الحكومة ولا مداراتها بمواد معينة وضعت خصيصاً لذلك ولا يفتح باباً للإخفاقات التشريعية التى من شأنها خلق فرصة للتلاعب السياسى للحاكم أو الحكومة أو التلاعب الحزبى أو من شأنه التسبب فى رغبة فى التعديل أو يؤدى معه إلى التسبب فى حالة تعطيله إلى حين إصلاحه ، دستور مرن يقبل الموائمة والتطور فى صالح المواطن وبما لا يمس صالح المواطن وبالتالى الوطن ، دستور يحفظ للوطن سيادته الداخلية وأسسه السليمة القوية من خلال مواد وإجراءات لا رجعة فيها ولا يتم التنازل عنها ولا يقبل التحريف أو التسويف أو التغيير ويضع جزاءات وإجراءات صارمة شديدة للغاية تجاهها ويحفظ للوطن سيادته على ممتلكاته وموارده وأراضيه وقطاعاته ومقدراته ولا يقبل فى أى وقت أو فى أى حال من الأحوال أو بأى شكل من الأشكال محاولة التلاعب بها أو نهبها ويضع العقوبات والجزاءات الصارمة والشديدة تجاهها والتى تتساوى وتتوافق مع درجة الخيانة العظمى ، دستور يدافع عن حقوق الأقلية ويحترم شرائعهم السماوية ويراعى تعاليمهم العقائدية ويعترف بإجراءاتهم المرجعية ويقر لهم أحكامهم التشريعية ناصاً عليها فى مواد مخصصة مستقلة مضمناً إياها فى القوانين الوضعية والحكم لهم فى أحوالهم الشخصية حسب شرائعهم التى يقدسونها ويعترفون بها للفصل بينهم فى قضاياهم وأحوالهم الشخصية ، دستور تختفى معه كلمة الأقلية فلا ينقسم الوطن إلى أجزاء مجتمعية أو تفريقات دينية أو إيمانية ، دستور يدحر الفتن الطائفية والتفرقة العرقية أو الصراعات الدينية والمعتقدية ويقف ضد المؤامرات الظاهرة والخفية ويتصدى للمحاولات المستمرة والمستترة الإستهدافية ويحارب التيارات المريضة المغرضة الفكرية أو التفسيرات الخاطئة الفقهية المبنية على رؤى وتصورات وإجتهادات وفهم وإستنتاجات ففتاوى وإستحلال وإباحات خطيرة وأحياناً مكيرة لأنها فى الأصل وفى حقيقتها عوامل منقوصة لا كمال فيها لأنها من طابع البشرية ومن تصرف وفتوى هوجاء وعمل مستهتر لا ينظر إلى العواقب لأن منبعه القصور وعدم الكمال والنقص البشرى وقبله عدم الوفاء والولاء لهذا الوطن لتحقيق مصالح شخصية تكون نابعة من عوامل دفينة خفية مأربها وهدفها ومقصدها هو التسلط والحكم والهيمنة والسيطرة وإعطاء أفضلية لطائفة أو مجموعة أو عرق على طائفة أو مجموعة أو عرق وهيمنة زمرة وتسلط جماعة على جماعة وتملك لمقدرات وطن وهيمنة على مكتسباته وخيراته لصالح مجموعة عن مجموعة أى بما يسمى التفرقة العنصرية فيسقط المجتمع فى وقيعة الإنقسام والتفتت والضعف ويصبح ضعيفاً قوة ورأياً ويكون سهل الإنقياد والسيطرة والتوجيه فلا يخرج الوطن من العهود السابقة فتكون قد أتت إلينا ولكن بوجه آخر وتكون الذئاب قد أتت إلينا ولكن بصورة حملان نفس الذئاب ولكن بصورة حملان ومؤامرة تقود البلاد إلى طريق خطير وتجر الوطن إلى حفرة عميقة وهوة سحيقة ، دستور يحقق للوطن وحدته الوطنية ويبنى للبلاد جبهتها الداخلية ويحافظ عليها متماسكة قوية مؤسساً قواعدها الصلبة وأركانها الثابتة ودعائمها الراسخة ويبقيها حصينة منيعة على مستهدفيها أبية عصية فينهض بها حاملاً إياها على كتفيه ويشق بها الطريق نحو شمس الحرية وينفض عنها كبوتها الحالية مطلقاً لها العنان بكل قوة وإطمئنان فى أنه سيصل بها بإذن الله تعالى إلى بر الأمان فيرسم لها دربها ويتخذ لها طريقها ويحدد وجهتها المستقبلية فتكون مصر الواحدة القوية ، دستور يكون صديقاً لكل فرد يقف معه ويسانده ويحصل له على حقوقه ويقدس إنسانيته ويحفظ له كرامته ومكانته ويملى عليه واجباته ومسؤولياته ويحدد له حدوده وأبعاده وإمتداداته فيرسم ويشكل له العلاقة بينه وبين غيره فى أطر عادلة لا تطغى على حقوق الآخرين كما لا يحد من حرياته ولا ينقص من حقوقه فى مزيج متناغم من الحرية والمسؤولية ، دستور يشجع ويدفع كل فرد وكل إبن من أبناء هذا الوطن كل مواطن إلى النهوض والمشاركة والتأسيس والعمل والبناء من أجل هذا الوطن العظيم ويولد لديه الشعور بالإنتماء والوطنية ليرى نتاج عمله دافعاً إياه لأن يفخر بمصريته وبكونه مصريا ، دستور يعيد صياغة العلاقة بين الحاكم والمحكوم لاغياً هذا المفهوم ومستبدلاً النص إلى مصطلح الرئيس والشعب ، دستور يصحح ويضبط العلاقة بين الرئيس والشعب , والشعب والحكومة ، دستور لم يتم وضعه خصيصاً وتفصيله على شخص بذاته أو لخدمة شخص بذاته أو من بعده يتبعه ويرثه أو مجموعة من الأشخاص المتعاقبين الذين يأتون تباعاً لهم نفس الإتجاهات والرغبات والنوايا ، دستور يضع الأسس الصحيحة والمخلصة والحقيقية لخدمة الوطن والمواطن ويكفل للأفراد والشعب حصوله على كافة أوجه حقوقه السياسية والديمقراطية على أكمل وجه ممكن تحققه وتنفذه أجهزة الدولة ومؤسساتها قائمة على مبدأ أن كرامة وحقوق الإنسان المصرى على رأس قمة هرم أولويات الدولة

 

وندعو الله تعالى أن يحفظ شباب مصر ، ندعو الله تعالى أن يحفظ شباب مصر ، ندعو الله تعالى أن يحفظ شباب مصر ، هذا الشباب الوطنى ، هذا الشباب الواعى ، هذا الشباب الشريف الذى لا يسهل خداعه ولا يغرر به بسهولة ، هذا الشباب الذى ضرب مثالاً للعالم أجمع وصار قدوة لشباب العالم كافة فى الوعى والوطنية والشجاعة

لقد أعلنا من منبرنا هذا ومن موقعنا هذا أعلن حزب الأقباط الأحرار تبنيه التام والمطلق والدائم لكافة مطالب وصرخات شباب ثورة ماسبيرو 1 وثورة ماسبيرو 2 وحمايتها ولكل مطالب ومبادئ وأهداف شباب ثورة 25 من يناير هذا الشباب الذى تجلى شجاعة فرأيناه ينزل إلى الشوارع ويتقدم المسيرات ويقود الزحف ونتبنى المطالبة بكافة حقوق شهدائنا الأبرار من أبناء هذا الشعب العظيم مدنيين ورجال جيش ورجال الشرطة شهداء رفح والشيخ زويد والعريش وشهداء تفجير مديرية الأمن وشهداء تفجير جامعة القاهرة وشهداء كرداسة وشهداء حادث تفجير وشهداء الحادث الإرهابى فى الفرافرة ونعلن وبكل قوة وفخر نجاح ثورة 30 يونيو

 

نقول هذا لأننا

 

هذا لأننا

 

حزب عاش وعانى آلام المواطن بصدق لأن مؤسسيه وأعضائه هم من أبناء هذا الوطن العظيم ومن الشعب ومن بين الناس بصدق وضمير ، حزب لا يقبل المواربة ولا الربت على الأكتاف ولا تطييب الخواطر ولا المداهنة ولا المهادنة ويرفض أمساك العصا من المنتصف ولا يقبل بأنصاف الحلول ، حزب يسعى إلى كشف الفساد أينما كان وأياً كان مرتكبه وموقعه ومركزه ، حزب ليس لأفراده أى مطالب شخصية أو رغبات أو أية غايات أو مطامع أو مطامح أو مصالح شخصية ، حزب لم يأتِ أفراده من القصور أو الأبراج العالية أو الكراسى العاجية الذهبية لأنهم من الشعب وأبناء هذا الشعب ، حزب لا يمتلك أى فرد من أفراده أموالاً فى البنوك أو أرصدة نقدية أو عقارات أو إقطاعيات أو منتجعات سياحية أو أسهم أو سندات فى شركات ومشاريع أو خزائن فى منازلهم وليس لديهم الملايين لتمويل حملات إعلانية ودعائية إلا ضمير المواطن المصرى هو الكفيل بأن يرشحهم والذى يرجحهم فيقفون أقوياء بقوة الله تعالى وقوة مواطنى مصر فى وجه عتاة السياسة وعاشقى السلطة وعابدى الجاه مفتونى المنصب موظفى النفوذ مستغلى الموقع وخدام الكرسى وحماة العرش الحرس السياسى الفاسد أباطرة الأحزاب ومحترفى السياسة سياسة الحواة ، حزب لديه ويعيش رغبة الأب فى مستقبل أفضل وحياة كريمة لأبنائه مما عاشه هو ، حزب يعيش قلق كل أم على أبنائها نهاراً وليلاً نهاراً فى أن يوفقهم الله تعالى فى الحصول على فرصة للعمل وليلا فى أن يعودوا إلى منازلهم وبيوتهم سالمين آمنين إلى أحضانها ، حزب يعيش تطلع الأجيال الشابة إلى مستقبل أفضل مشرق وبناء نفسها وإثبات ذاتها وتحقيق أحلامها وبلوغ غايتها ، حزب يتألم آلام المريض الذى يتمنى الشفاء ويقف على أبواب المستشفيات برجاء أملاً فى الرحمة وباحثاً عن العلاج بلا دواء فى زمن صار فيه العلاج من الرفاهيات وتطبيب البشر وتخفيف آلام الناس وإنقاذ الإنسان سلعة إنعدمت لها الضمائر تحت سطوة الغلاء ، حزب يتجرع مرارة نفس العامل البسيط الذى يحصل على أجره باليومية يوماً بيوم فى كل يوم يخرج فيه إلى العمل قاصداً أبواب الرزق تاركاً خلفه أبنائه تحت مرارة العمل يوماً وعشر بلا عمل وتجرع مهانة الحاجة وقهر الإحتياج وذل السؤال ومد ذات اليد إلى الغير ليسد حاجة وجوع أبنائه ، حزب يعانى قهر الموظف المظلوم المغبون الذى فصل من عمله إثر قرار فصل تعسفى أو بأثر رجعى أو لم ينل ترقية يستحقها لإضطهاد وظيفى أو عرقى أو دينى أو لوساطة لآخر غير أجدر منه أو لقرابة أو لمحسوبية ، حزب يسهر حارساً بذات قلق الجندى الباسل الشجاع القلق على وطنه وأمنه وسلامته ، حزب يعيش كارثة وآلام كل أسرة تهدمت وتفككت نتيجة إستحالة الحياة للحالة الإقتصادية المرة ، حزب يعيش رغبة كل مواطن فى أن ينعم بالأمن والسلام وأن يسير فى أمان دون أن يستوقفه بلطجى أو رجل شرطة دون وجه حق ، حزب يعيش مشاعر كل إبنة وكل أخت وكل فتاة وكل إمرأة وكل زوجة وكل أم أن تعود إلى منزلها دون أن يتعرض لها آثم أو خسيس ، حزب يعيش ويعانى ويشقى شقاء المواطن نهاراً وليلاً للحصول على لقمة عيشه وقوته اليومى أبسط وأقوى وأحق أنواع الحقوق فى الحياة

 

حزب يتمنى من كل قلبه أن يبارك الله بلادنا وأن يحفظ هذا الوطن قوياً آمناً وأن يجعله درة الأوطان كلها وأن يسترد مكانته المعهودة التى عهدها منذ ميلاده منذ فجر التاريخ فى أن يكون رأس الأوطان كلها

 

حزب ليس ككل الأحزاب

 

 

...

إن السياسة أصبحت لعبة قذرة بعد أن كانت رسالة وبعد أن كانت أمانة فى رقبة المسئول عن الرعية وبعد أن كانت مهمة مقدسة لا تقل شرفاً عن مهمة الجندى فى ميدان المعركة من أجل وطنه فالسياسة جاءت من كلمة يسوس إلا أنهم حولوها إلى أداة بلوغ أهدافهم لتحقيق أحلامهم 

فأصبحوا يحترفونها ويسعون فيها سعياً فى المنصب والقوة والنفوذ والسلطة والجاه والثراء التى تمنحها لهم فيما تضع العالم بين أيديهم وتفتح لهم كنوزه الخفية وخيراته فهى مصباح علاء الدين وخاتم سليمان وعفريت القمقم الذى يخرج ليقول لك وبكل طاعة شبيك لبيك ليضع العالم بين يديك فهى تفتح أمامهم الأبواب المغلقة بكل ما تحمله وتمنحه لهم من علاقات قوية فى الداخل والخارج وتضع كافة أجهزة الدول التى يحكمونها تحت أيديهم وأيدى عائلاتهم وأبنائهم وأقربائهم ومعارفهم وأعوانهم وموظفيهم ووساطات   

الأمر الذى جعل الساسة تجاراً وسماسرة وحواة وشيوخ طريقة فإنشغلوا بأطماعهم وأحلامهم وطموحاتهم ونسوا تماماً أوطانهم وشعوبهم وصاروا فى عزلة عن الوطن وعن معاناة شعوبهم اللهم إلا من حضور الإحتفالات والمناسبات الرمزية وإحترفوا اللعب على الأوتار وإستغلال الظروف وتوظيفها فتارة يتاجرون بإسم الدين هذا إن أرادوا السيطرة على الشعوب لأن الدين من أدق لأنه هو العقيدة التى يعتقدها والإيمان الذى يعتنقه المرء فهو بذلك أقوى الوسائل وأوضح وأقصر السبل التى يمكن عن طريقها الوصول إلى المبتغى هذا إن أقنعت الفرد والمرء بأمر بأنه مذكور فى الدين ويقره ومن أخطر الأهداف التى يستخدم فيها الدين الفتنة الطافية التى تؤدى إلى حدوث شقاق فشرخ فإنقسام فى المجتمع فيكون سهل السيطرة عليه وسهل الإنقياد وفى حالة إنشغال دائم فلا يلتفت لما يفعلون من جرائم

وتارة يتاجرون بإسم الوحدة الوطنية هذا إن أرادوا شملاً وجمعاً حولهم يؤيدهم ويلتف حولهم ويهتف لهم ليراهم كالمنجدين الهابطين على شعوبهم المحررين من الفساد والظلم الذين هم أصله وهم بالفعل الصانعون إياه والناشرون له والمحركون الحقيقيون والخفيون له كل هذا إن أرادوا كسب خطوة لعمل ما يريدون أن يقوموا به ويريدون أن يضفوا عليه ويحصلون على مباركة شعوبهم له

وتارة يتاجرون بإسم العروبة وتارة بإسم البطالة وتارة بإسم الأمومة وتارة بإسم الطفولة وتارة بإسم العلم وتارة بإسم الثقافة وتارة بإسم لقمة العيش وتارة بإسم محدودى الدخل وتارة بإسم الموظف المغبون وتارة بإسم المواطن المطحون وتارة بإسم البيئة وتارة بإسم الصحة وتارة بإسم مستوى المعيشة وتارة بإسم الحرية وتارة بإسم العيش وتارة بإسم العدالة الإجتماعية    

إن الساسة فى بلادنا منذ ثورة 1952م وحتى بداية ثورة 25 يناير عام 2011م قد مارسوا فساداً فوق الخيال لم ير مثله بشر لقد كانوا مجموعة من المرتزقة والسماسرة والتجار فى آن واحد تاجروا بكل شئ بلا ضمير أو رحمة أو خوف من الله تعالى تاجروا فى الإنسان تاجروا فى البنيان تاجروا فى القوت تاجروا فى لقمة العيش تاجروا فى خيرات الوطن ومقدراته باعوها تاجروا فى العقيدة والدين تاجروا فى الآثار حتى أنها باتت تباع على الأرصفة فى الدول بالخارج آثارنا كياننا شخصيتنا الحقيقية تراثنا مفخرة عمل يدى أجدادنا وإبداعهم وجهدهم وتعبهم وقمة ما أخرجته عقولهم من إبداع شرفنا كرامتنا تباع على الأرصفة بين يدى السماسرة وتجار الطريق بالخارج تاجروا فى السلاح تاجروا فى الثروات الطبيعية وخيرات البلاد تاجروا فى المخدرات تاجروا فى الأعراض والدعارة وتصدير الرقيق الأبيض تاجروا فى الأعضاء

كل ما كانوا يمنعونه علناً كانوا يبسطونه فيما بينهم سراً

فصلوا القوانين على مبتغاهم ولصالحهم

كل الأحزاب وأصحاب الأحزاب حصلت على إمتيازات تحت دعوى العمل الوطنى الذى ستقوم به ودورها فى خلق وتفعيل وتحريك وتنشيط الحياة السياسية وتحقيق أحلام المواطنين وتاجرت بهذه الإمتيازات حصلوا على قطع من الأراضى بمساحات شاسعة تحت بند المخصصات التى تقدموا للحصول عليها بحجة تقديمها إلى الشباب والمواطنين لبناء مساكن لحل مشكلة الإسكان أو لإقامة مشروعات عليها لحل مشكلة البطالة وقاموا فى السر بتخصيصها لأنفسهم وتوزيعها على أعضاء الحزب وموظفيه ومعاونيهم وهدايا تقدم لإتمام عمليات وصفقات تجارية أو مزادات أو مناقصات ترسى عليهم

وكل حسب تخصصه ونشاطه

بل أن هناك أسماءاً لامعة من الساسة فى السر وفى العلن أصبحوا ملوكاً وأباطرةً فى تجارتهم هذه وإشتهروا بأنواع ومجالات معينة من الأنشطة القذرة أو التجارية أو السمسرة على الصعيد الداخلى والدولى وأصبحوا تجاراً وسماسرة دوليين

كل الساسة فى مصر تضخمت ثرواتهم تضخماً فجائياً خرافياً دون أدنى مبرر أو رقابة ودون وجه حق هذا من أعمالهم الخفية وتجاراتهم التى يقومون بها والوساطات التى يتوسطون بها ويقدمونها ويمنحونها

ومنهم من تاجر بأمن مصر وسلامها بل وباع جزءاً منها وهذا أحط أعمال الخيانة كما فعلت هذه الشرذمة هؤلاء الخوارج حينما فكروا فى أن يبيعوا جزءاً من جسد مصر هو سيناء

 

 

 

...

إن أمننا القومى فوق كل إعتبار

ولا يتحقق أمننا القومى إلا بالحفاظ على كلا الجبهتين الجبهة الداخلية والجبهة الخارجية

 

      مصر فى حالة حرب                  هذا هو الواقع

 

                                                 هذا ما يجب أن نعرفه هذا ما يجب أن نفهمه جيداً وأن نتعامل بمقتضاه

 

      وفى حالة الحرب كل الخطط والطرق والوسائل والأساليب مشروعة ومباحة وكل الخيارات مطروحة فأنت عندما تتحدث عن الأمن القومى
      لوطن فأنت تتحدث عن أمن وسلامة أرض مساحتها 1200000 كيلو متر مربع وأمن أناس عددهم 95000000 شخص وأمن كل
      ما يوجد عليها من ثروات وممتلكات ومقدرات وموارد وما أنتجته هذه البلاد منذ لحظة ميلادها حتى الآن وما حققته من مكاسب وما هو منها
      من مواطن ورعايا منها وما تملكه خارج حدودها ويتبعها وما يتبعها وقبل كل شئ أنت تتحدث عن كرامتها وسيادتها وهيبتها

لطالما كانت سيناء محط أنظار المحيطين بل العالم أجمع والإمبراطوريات والأباطرة والملوك والحكام ومطمعاً للغزاة وهدفاً للمعتدين على مر العصور

فسيناء أخطر وأقوى سلاح جغرافى تمتلكه مصر فهى نقطة متوسطة ونقطة إنطلاق ونقطة إلتقاء بين قارات العالم الثلاث أفريقيا أسيا أوروبا لتوزيع العمليات العسكرية والسيطرة وتمركز الحكم وإلى العالم أجمع

بوابة مصر الشرقية ومدخل إفريقيا من ناحية آسيا بالنسبة إلى آسيا

مدخل آسيا من ناحية إفريقيا بالنسبة إلى إفريقيا

مدخل أوروبا من ناحية إفريقيا بالنسبة إلى إفريقيا

مدخل إفريقيا من ناحية أوروبا بالنسبة إلى أوروبا

سيناء خط أحمر ومنطقة تخضع للرقابة الكاملة وبوابة مصر الشرقية السيادية والأمنية والإستراتيجية والسياسية ولا تخضع لأى سلطة أو تصرف أو ملكية لأى جهة كانت ًإلا للسيادة المصرية فقط  وأية محاولات للتعدى عليها أو محاولة إستيطانها أو الهيمنة عليها أو السيطرة عليها أو ضمها تحت ولاية أو حظوة أو لنطاق فئة كانت سواءاً كانت كنطاق للحكم أو سيطرة أو نفوذ أو سطوة أو توجيه لتكون نقطة إنطلاق لحركات إنشقاقية سياسية أو دينية أو طائفية أو مذهبية أو عرقية أو تحركات كيانية إنفصالية أو حكم أو إمارة لجماعة ما أو فئة أو عصبة أو مجموعة بهدف السيطرة من خلالها أو إستخدامها

هو عمل من أعمال الخيانة العظمى ويشكل خرقاً لأمن وكرامة وسيادة الوطن وإستقلاله وسوف يقابل بأقصى الأحكام الرادعة وردود الأفعال وبأعمال الردع فوراُ دون تردد أو دراسة

ليست سيناء مجالاً للتفاوض ليست سيناء مجالاً للمجادلة ليست سيناء مجالاً للحديث ليست سيناء مجالاً للكلام أو حتى التفكير فيه

سيناء مصرية وهى ملك مصر وكل المصريين تخضع للسيادة الوطنية المصرية

سيناء ليست ملكاً لأحد إلا لمصر وللشعب المصرى وللمصريين جميعاً

سيناء لن تكون ملكاً لجماعة أو طائفة أو مذهب أو ملة أو عصبة أو تنظيم أو قبيلة ولا ولن تخضع لأى مخطط سياسى أو دينى أو تقسيمى أو إنشقاقى أو إرهابى أو تيارى أو خلافى سواءاً كان من أى ديانة أو ملة أو معتقد أو مذهب أو إتجاه أو منهج سياسى حتى لو أراد سكانها أنفسهم ذلك

لن تصبح سيناء دولة منشقة أو مستقلة أو جديدة أو قاعدة لإنطلاق أى تيار أو مذهب أو فكر دينى أو سياسى أو إقامة خلافة أو إمارة أو نقطة قوة ونفوذ 

إن الساسة كحفاضات الأطفال ينبغى تغييرهم دائماً ولنفس الأسباب وبسرعة لأن بقائهم مدة أطول قد ينتج عنه مشاكل كبيرة وعواقب وخيمة ينتج معها رغبة فى الحكاك وأحياناً تكون مصحوبة بسيلان دم      

 

 

...

لقد كنا أمام حالة جديدة

 

شعب فقد كل آماله وطموحاته

 

وأغلقت أمامه كل الأبواب والفرص

 

وكحل أخير

 

قام بشئ لم يعهده من قبل

 

خرج إلى الشوارع وصرخ بأعلى صوته

 

ولأول مرة فى تاريخ حياة هذا الشعب منذ وجد وخرج إلى حيز الوجود على هذه الأرض منذ زمن طويل بعيد

 

خرج إلى النور وظهر تحت الشمس ورآه الجميع

 

ليعلن للجميع أنه مازل موجوداً وسيظل

 

وصرخ بأعلى صوته

 

وسمع الجميع صراخه

 

وهز صراخه العالم

 

ومع صراخه ظهرت قوة أخرى حاولت إستغلال صراخه وتوجيه غضبه وركوب مطالبه

 

وأوهمته أنها الوحيدة القادرة على إستعادة حقه وأن حقه سيأتى مع مجيئها ورغده فى بقائها ونعيمه مع إستمرارها

 

هذه القوة ليست قوية بطبيعتها

 

ولكن كنا نحن مصدر قوتها

 

تماماً كالكائن الطفيلى الذى يتغذى على دم عائله ويعيش على قُوتِه وقوته من قوته وحياته من حياته

 

ومع الوقت يزداد وهن وضعف العائل

 

أدرك العائل الخطر المحدق به

 

ولم يكن أمامه إلا أحد خيارين لا ثالث لهما

 

إما حياة العائل أو حياة الكائن الطفيلى

 

وكحل باتر

 

إتخذ العائل قراره وإختار حياته

 

وقام بقطع الدم عن الكائن الطفيلى

 

فكانت صرخته الثانية أقوى وأصدى من الأولى

 

وكانت ثورته الثانية أحق وأصدق من الأولى

 

هنا ظهر وهن وضعف الكائن الطفيلى

 

إن أعداء مصر فى الداخل والخارج عندما فكروا فى مجرد محاولة الإحتكاك بمصر والنيل منها فإنهم قد أدركوا أنهم قد أيقظوا مارداً كان نائماً لا قبل لهم بمواجهته

 

وبلغة الفلاح البسيط الذى ولد على هذه الأرض ونشأ على ترابها وشرب من ماء نيلها وإرتوى من ينابيع عيونها العذبة

نقول

هنا جذر العالم هنا أصل الأمم هنا مهد الحضارات هنا حرث الحياة هنا بذر الإنسانية هنا سقى المبادئ هنا رى المثل هنا سماد الأخلاق هنا نبت العلم هنا نمو الإكتشاف هنا إمتداد المعرفة هنا إرتقاء الفكر هنا تفرع التأمل هنا إوراق الحكمة هنا إزهار الإجتهاد هنا إثمار العمل هنا قطف الإنجاز هنا جنى الإبداع هنا تذوق الإبهار

 

هنا تجلى الله تعالى على جبالها دون باقى بقاع الأرض لأنه إختارها منذ فجر التاريخ مهداً ونقطة إنطلاق وبداية للتنوير هنا تجلى الله على طورها وأعطى الوصايا العشر وأمر خليقته وأرسى قواعد وسن أصول التعامل بين البشر

 

هنا أمر الله موسى نبى إسرائيل قائلاً بحزم " إخلع نعليك هذه الأرض مقدسة"

 

إن مصر هى الجذر هى الأصل هى الأساس وما الأمم إلا فروع والحضارات هى الأوراق التى إن إنقطع الماء والغذاء عنها من الجذر ستضعف وما تلبث أن تسقط مع أولى نسمة رياح فإحذروا من اللعب مع الجذر أو مجرد محاولة المساس والإضرار به لأن مجرد محاولة المساس به ستكون نتيجتها وقوع كل ما سبق 

 

مصر المذكورة فى الأديان

 

مصر المحمية مر الزمان , مصر الحصن المنيع حول سكانها , مصر السهم النافذ إلى قلب أعدائها , مصر ديار الأمان لكل محبيها وراغبيها وقاصديها والقادمين إليها والمقيمين فيها حتى أنهم فضلوها على أوطانهم وبلادهم وديارهم مصر المحروسة

 

مصر حمالة الأسى , مصر الصبورة على الصعاب , مصر الجبارة على الشدائد , ويا لكثرة ما قابلت مصر من مكائد ومؤامرات وخيانات من أعدائها حتى من أقرب الأقربين إليها من أصدقائها وإخوانها وأشقائها وكأن هذا هو قدرها أن تضرب دائماً فى ظهرها لأنها دائماً ما كانت فى المقدمة وكأن الله يختبرها ويعدها ويقوى عودها ويصقل معدنها لتكون أكثر شدة وصلابة ونفاسة لتتحمل ما عليها من مسؤوليات وواجبات تجاه شعبها ونفسها وأمتها وإخوانها وأشقائها مصر المنتصرة مصر المسامحة , مصر الصدر الحانى لكل مهتدِ وتائب وعائد , مصر الأخت الكبرى دائماً وأبداً مر الزمان وأبد الآبدين , مصر فى قلب العرب هى الوجدان وهى الحنين , مصر الكريمة , مصر الجوادة التى تفيض على من حولها بخيرها كما فاض به نيلها عليها , مصر بلاد الخير الوفير المفيض بلا حساب ويا لحظ شعبها بها دون شعوب بلاد الأرض قاطبة

 

مصر المباركة

 

فالله تعالى إختص مصر وشعبها حينما قال "مبارك شعبى مصر"

 

وما البركة إلا هبة وعطية إلهية يمنحها ويعطيها الله سبحانه وتعالى حينما يرضى عن بلادٍ ملأ قلب شعبها الإيمان منذ فجر التاريخ عندما عرف شعبها الله بعقله وقلبه قبل ساكنى الأرض كلها وقبل شعوب الدنيا بأسرها وعرف أناسها الله قبل غيرهم فقدسوه وهابوه

فكانوا أول من ملأ قلوبهم نور الإيمان فعبدوه وسجدوا له وسبحوه بكل عقولهم وأفكارهم وقلوبهم وجوارحهم ومشاعرهم

 

ولذلك منحهم البركة والنجاح والنصرة والظفرة وشد من أزرهم وسدد خطاهم وهداهم فى كل أعمالهم وحما ديارهم وبلادهم ضد مكائد الأعداء وقوى الشر مر الزمان

وبارك إيمانهم ومنحهم الحكمة والقوة فكانوا أعظم شعوب العالم وخير أجناد الأرض

 

وكانت هى موطن الإيمان حتى قبل نزول الأديان

 

مصر العظيمة

وبقدر عظمتها

كان ملوكها وحكامها على مستوى عظمتها لأنهم عرفوا وأدركوا أن مصر من العظمة بحيث أن ليس لأى حاكم أن يكون جديراً بها وعلى قدرها

هؤلاء الملوك والحكام عرفوا قيمة مصر جيداً وعرفوا مقدارها

كانوا وطنيين شرفاء وكانوا حكاماً عادلين منصفين أحبوا بلادهم وأخلصوا لها ولذلك أحبتهم شعوبهم وساندتهم وسارت معهم طول الطريق ومهما كانت الصعاب ومهما بلغ طول الرحلة ومداها لأن إخلاصهم لأوطانهم وأعمالهم جعل شعوبهم تدرك أنهم يعملون لصالح بلادهم

لذلك قادوا شعوبهم نحو التقدم والرفعة والإرتقاء فأسسوا وأنشأوا أعظم وأقوى إمبراطورية عرفها التاريخ إمتدت من الجنوب فى عمق إفريقيا وغربها وحتى شرق آسيا وأخرجوا لنا أعظم الحضارات فى تاريخ البشرية على وجه الأرض قاطبة أنارت الطريق للأمم ونشرت العلم والمعرفة للعالم عرفها الزمان وفتح لها التاريخ أوسع صفحاته ولن يعرف غيرها ما أوتى له من سجلات وما كتب وما سطر له من صفحات وما دون له من فصول كان من نتيجتها أعظم الأعمال على

فقد عرفوا كيف يخرجون أروع ما فى الإنسان فوضعوا كل فرد فى مكانه الصحيح وفى الموقع الذى يجيد فيه ويقدم ويعمل ويبدع

فنجحوا وأخرجوا أروع ما فى النفس البشرية من إبداع لأنهم عرفوا كيف يوظفون كل شخص وذلك بوضعه فى المكان الصحيح 

هؤلاء الملوك والحكام قدسوا العلم وأفردوا العمل طريقاً للنهوض والبناء والتقدم  

حتى فى الحروب كانوا على رأس جيوشهم فى المقدمة لا يعرفون الخوف نذروا أنفسهم للتضحية والفداء غير مبالين بكراسى عروشهم فكانوا قدوة لشعوبهم لذلك أحبتهم شعوبهم وسارت خلفهم فى كل خطوة

فقادوا شعوبهم من نصر إلى انصر ومن إنجاز إلى إنجاز ومن مجد إلى مجد فولدت

هؤلاء الملوك والحكام العظماء الحكماء خدموا الأوطان فعاشوا فى القلوب والأذهان فهزموا الزمان وكسبوا الرهان

 

لقد عوض الله صبركم خيراً أيها المصريون وأثمرت تضحياتكم التى قدمتموها عن طيب خاطر وبسخاء عظيم عن نتاجها

 

كيف لا وقد قدمتم أبنائكم أعز ما عندكم أعز من الدنيا كلها وأعز عليكم من أنفسكم قرة عيونكم قدمتموهم بسعادة غامرة فداءاً لهذا الوطن كما قدم إبراهيم إبنه طواعية دون تفكير أو تردد أو إبطاء ذبيحة على مذبح الحرية

 

لقد قدمتم أرواحكم وأبنائكم وممتلكاتكم فداءاً وثمناً بخساً بل هدية لشئ أسمى وأغلى هو الوطن

فكم من بيوت هدمت على أهلها وكم من منازل أحرقت وأصحابها بها

كم من أبناء إستشهدوا

كم من بنات خطفن ولم يعدن إلى أسرهن وأحضان أمهاتهن

كم من أب خرج وزوج توجه إلى عمله ولم يعد

كم من أم وزوجة لم تنم ولم ولن يعرف النوم طريقاً لعيونها مرة أخرى طيلة حياتها

كيف لا وصدرها يحتضن قلباً إحترق على زوج حبيب عزيز وأب لأبنائها لم يعد وإبن إستشهد أو إبنة إختطفت ولم تعد إلى أحضان أمها ووالدها وأخوتها وكم من أب أو إبن أو أخ يعتصر قلبه كمداً على أو زوجة حبيبة وأم لأبنائه أو إبنة غالية قرة عين أو أم هى كل الفؤاد أو أخت حنون لم تعد أو رحلت أو تعرض لها آثم أو هتك عرضها أو إغتصبت فكسر بذلك ضلع لزوجها وأهلها وآخر ما فى ذاكرة كل أب و كل أم وكل زوج وكل زوجة وكل أخ وكل أخت وكل إبن وكل إبنة هى صورة لحبيب غالى قال إنتظرونى سأعود ولم يعد

لم يعد هناك منزل أو بيت أو أسرة فى مصر ليست فيه أو فيها هذه المعاناة وليست فيه قصة تضحية أو إستشهاد أو خطف أو إنتهاك لعرض ومن ليس فيه فهو يعانى نفس المر وتذوق نفسه ذات المرارة كل يوم مشاركة لباقى البيوت أحزانهم ويعيش معهم نفس اللحظات ويعانى نفس الآلام ويتجرع ذات الكأس حزناً على ما يعانون وعلى ما إبتلى بيت أخيه به

 

كل هذا يهون ولا يحسب عندنا بشئ فى سبيل كلمة واحدة

 

مصر

 

كلمة واحدة بها كل المعانى والمشاعر

 

ويجمع عليها ويتحد عليها الكل

لقد توحد المصريون جميعاً وصاروا روحاً واحدة وبنياناً واحداً وقلباً واحدًا وكما أنه يجب أن تصهر المعادن بشدة فى نار شديدة اللهب تحت وطأة من الضغط الشديد هذا إذا أردت أن تخرج بمعادن نفيسة شديدة الصلابة والقسوة وعالية النقاء فكذلك كان يجب أن يكون كل هذا أن يخضع هذا الشعب لهذه التجربة الإلهية شديدة الحكمة وعالية الذكاء ومحكمة التدبير لكى يفيقوا من غفلتهم ويعودوا إلى رشدهم ويتوحدوا ويصبحون واعين لخطورة أمرهم وما هم فيه وينقى ويصقل معدنهم ويظهر جوهرهم الحقيقى وتشتد صلابتهم ليتحملوا أقصى الظروف والعوامل ويشعرون بمعاناة بعضهم البعض فيتقربون ويقتربون إلى بعضهم البعض ويتشاركون ويتحاملون ويتساندون ويتعاونون ويدركون مدى غلاء ومكانة هذا الوطن فى قلوبهم عندما يدركون أنهم قاربوا على أن يفقدوه وأن يضيع منهم وينتزع من بين أيدهم فلا تبصر عيونهم شمسه مرة أخرى لأنه لن يكون ملكهم وإنما ملك شرذمة من الغزاة المغتصبين وحينها لن تصبح شمسه شمسهم التى عرفوها منذ تفتحت عيونهم عليه وأبصرت نورها أبصارهم ويدركون أن حريتهم ستسلب منهم

 

إن الحرية غالية

والكرامة أغلى

والشرف أغلى من الكل

وهذه جميعاً قد تجرعتموها فى أرحام أمهاتكم

قبل أن تبصروا نور الدنيا

فقد تغذيتم عليها وإمتزجت بأرواحكم وإختلطت بدمائكم عندما ورثتموها من دمائهن

إنهن نساء مصر الأحرار الكريمات الشريفات

اللاتى كن منذ فجر التاريخ مضرب المثل لنساء العالم ولكل إمرأة فهن أول من قدن بالفعل حركة تحرر المرأة ففى مصر العظيمة هنا ولدت حرية المرأة الحرية المسؤولة بأخلاق ومبادئ وقيم قدن الأمم وحكمن الممالك وأمسكن فى وقت من الأوقات بدفة هذه السفينة العظيمة مصر وأنجبن أعظم ملوك الأرض وأحكم حكامها وكن الناصحين لحكامها عندما كان أبناؤهن ملوكاً وحكاماً على هذه البلاد العظيمة فكن هن الحاكمات بمعنى أدق وأخرجت بطونهن أشجع رجال ظهروا على وجه الأرض قاطبة ووطأت أقدامهم ترابها وعرفهم التاريخ على مر جميع عصوره وفى أسمى صفحاته

نعم هذه كلها ولد بها هذا الشعب العظيم من بطون أمهاته

 

لله درك أيها الشعب العظيم فقد أصبحت مضرب أمثال الدنيا كلها

أبهرت العالم ومازلت تبهر وستظل

كل يوم تصنع أعجوبة

من وضعت على سطح هذه الأرض أولى العجائب

يا من قدمت درساً قاسياً إلى شعوب العالم..درساً فى الحرية والكرامة والشرف والشجاعة والتضحية والفداء

درساً فى أن هكذا تصنع الأوطان وتؤسس الأمم وتحرر الشعوب بلادها وتقرر مصيرها وتبنى حياتها

درساً مجانياً دون أجر

يا من علمت الدنيا كلها ومازلت تعلم وستظل

يا من بلادك هى أم الدنيا وحضارتك أصل الحضارات

 

إنى أبصر شمس الحرية , شمس الكرامة , شمس الشرف والمجد والعزة تشرق غداً من جديد كما أشرقت لأول مرة منذ سبعة آلاف عام من خلف هذه الأهرامات

حفظ الله مصر وشعبها العظيم البطل وأبناءها الوطنيون الحقيقيون الشرفاء الأوفياء البررة المستحقون لحمل إسمها الذين يعملون من أجلها ومن أجل بناءها ورفعتها وتقدمها بوطنية وإخلاص وإقتدار وحفظ جيشها الباسل البطل درع السلامة وصمام الأمان , الذى نصر شعبه فنصره الله ، تحية له فى إدارته الحالية للبلاد بإقتدار وحرفية ومهنية فى الأزمة التى حاقت بالبلاد والتى صاحبت ثورة 25 يناير من زمرة من الخونة بهدف ضرب الثورة فوجدناه ينزل إلى الشوارع فوراً ويؤمن المنشآت الحيوية ويتدخل لفض النزاعات بين أفراد الشعب وأبناء الوطن الواحد ، رأيناه يمد يده ويعالج الجرحى ويمسح دموع الحزانى ويخفف عن المتألمين ، رأيناه يؤمن البنوك ليحفظ لأبناء الوطن أموالهم ، رأيناه يدل المواطنين على الطريق الآمن ليسلكوا إلى وجهتهم ويصلوا بسلام آمنين سالمين ، رأيناه يوزع الطعام على الناس حتى الخبز ، رأيناه يلقى القبض على العصابات ويدحر البلطجة ويعيد الأمان إلى الديار وشوارع الوطن ويسهر الليالى على راحة وسلامة المواطنين ، فأثبت كفاءة سياسية ومهارة قيادية إلى جانب مهارته العسكرية والدفاعية والقتالية ، جيش نتشرف به ويشرفنا أن يكون هذا الجيش جيشنا ونفتخر به أمام العالم أجمع ، جيش حازت شجاعته وأداؤه وقدراته ذهول وإعجاب وتقدير العالم أجمع وكافة الدول والبلدان وإشادة وإعجاب الرأى العام العالمى والقنوات الإعلامية العالمية ، جيش شهد له العالم والقوى العظمى ذات الإمكانيات العسكرية الخارقة وتحية إعزاز وتقدير إلى رجال القوات المسلحة المصرية الأبطال الشجعان الذين يقفون دائماً على أهبة الإستعداد لتلبية نداء الوطن وشرف الواجب ويهبون للدفاع عن أمنه والزود عنه والحفاظ على سلامة أراضيه ويحملون أرواحهم على أكفهم لا يضنون بأى عزيز ويبذلون كل غالٍ ونفيس فى سبيل سلامته وحريته وإستقلاله وإستقراره وقوته ويضحون بأنفسهم ويصنعون السلام ويسهرون على الحرية

وتحية حب وتقدير إلى رجال الشرطة الشرفاء الشجعان أبناء هذا الوطن على ما قدموه وما يقدمونه من حماية وشجاعة وبسالة وتأدية للواجب بشرف وأمانة وما قدموه من تضحيات وبذل فى سبيل هذا الوطن ومواطنيهم دون أدنى تردد أو إبطاء فأعادوا للشرطة مكانتها وأعادوا الأمان إلى القلوب قبل الديار

 

ووهبها رئيساً من أبناءها وشعبها البررة ليكون إبناً باراً وأخاً مقرباً وصديقاً مخلصاً لكل إبن وفردٍ من أبناء شعبها ويكون حاكماً عادلاً حاملاً لهمومها تؤلمه آلامها وتبهجه أفراحها فنراه وسطنا فى كل مناسبة سباقاً قبلنا يرفع صوتها عالياً مدوياً فى العالم أجمع ويحملها فى قلبه أينما ذهب ويسهر حاملاً هموم شعبه ومشاكله وآماله كبيره وصغيره على كاهله وإن نامت المدينة فيكون خير حاكم لخير شعب لخير بلاد الأرض

 

ووهب أبناءنا القادمين مستقبلاً أفضل وللأجيال القادمة حياة كريمة شريفة رغدة تستحق أن يطلق عليها حياة الإنسان ذلك المخلوق الذى كرمه الله عن سائر مخلوقاته فخلقه عاقلاً ووسمه بحرية الإرادة ومنطقية التفكير ودقة المقارنة وصحة التقييم المفاضلة ليتخير الصواب من الخطأ والصالح له من الضار به

 

...

نقول هذا ونحن نرفع عيوننا جميعاً نحو السماء موطن الخالق جل جلاله موطن من ملك من خلق من وهب وتبتهل قلوبنا بالدعاء إلى الله تعالى على أمل المساندة والرجاء فى أن تعبر بلادنا هذه الأزمة بسلام وأن تخرج من هذه الشدة أشد قوة وأعظم شأناً وأرفع مقاماً

 

ومن هذه التجربة أكثر خبرة فتكون مصر الحقيقية الواعدة وتكون مصر الجديدة التى تمنيناها وأردناها وخططنا لها جميعاً

 

بهذا نكون قد نجحنا فى مهمتنا وأدينا رسالتنا على أكمل وجه

 

لنكون قد وفقنا فى تحقيق آمال هذا الشعب العظيم وبلغنا هدفنا وما أوكلنا إليه لنطمئن على بلادنا وشعبنا المصرى العظيم وعلى وطننا ووصلنا به إلى بر الأمان لنسلمه إلى من يلينا من الغيورين الشرفاء

 

ونكون قد أدينا رسالتنا وبلغنا غايتنا وحققنا أهدافنا لنسلم الأمانة إلى من يتبعنا بكل شرف وفخر وعزة آملين من الله تعالى أن يسير من على الدرب ولا يحيدون عنه مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات

 

 

 

                                                                                                                               وليد وليم ويصا واصف

                                                                                                                             رئيس حزب الأقباط الأحرار 

 

 

البرنامج الإنتخابى

للمرشح

وليد واصف

رجاء الضغط على صور الأكواب كل حسب تخصصه

للتوجه إلى صفحة الحزب على ما هو حسب كل كوب

bottom of page